باريس سان جيرمان يلعب على وتر العائلة لربط مبابي بعقد جديد

يسعى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لإبقاء النجم الفرنسي كيليان مبابي في صفوفه، بعد انتهاء عقده مع النادي في نهاية الموسم الجاري، وقد قدم النادي عرضًا عائليًا لمبابي يتضمن امتيازات مالية ورياضية تمنع انتقاله إلى ريال مدريد الذي ارتبط به اسمه على مدار آخر عامين. وتتمثل حيلة باريس سان جيرمان في تقديم عرض عائلي لمبابي على غرار عروض "الكومبو" المخصصة للعائلات، لضمان بقاء اللاعب الشاب في باريس، عن طريق إغراء عائلته بعروض مالية كبيرة، من شأنها ستساهم في إلحاحهم على مبابي وإقناعه بالبقاء مع باريس وعدم الرحيل عن حديقة الأمراء عقب نهاية الموسم. وبحسب إذاعة "مونت كارلو" الفرنسية، يجهز باريس سان جيرمان عرضًا خرافيًا لإقناع مبابي بالتجديد، سيمنحه بموجبه راتبًا سنويًا يتجاوز الـ 100 مليون يورو، مشيرة إلى أن هذا العرض الضخم لن يستطيع أي ناد مجاراته، وسيتضمن أيضاً مزايا لإيثان مبابي شقيق كيليان وللعائلة، وسينشئ باريس بموجب عرض "الكومبو"، وكالة لاعبين لفايزة العماري والدة مبابي، التي كانت تخطط لتأسيسها. وأكدت الإذاعة الفرنسية، أن عرض باريس لمبابي لن يقف عند هذا الحد، بل سيشمل إقامة مشروعاً رياضياً للنادي يضمن تطوير الفريق ومواصلة البناء، خاصة أن مبابي كان أعرب عن غضبه في وقت سابق من عدم تطور الفريق وعدم ضم لاعبين قادرين على مساعدته في قيادة باريس نحو تحقيق الألقاب الكبرى. وقالت تقارير فرنسية، إن ريال مدريد لم ينسحب من صفقة مبابي، لكنه قدم عرضاً للاعب غير قابل للتفاوض، وينتظر الرد عليه خلال الشهرين المقبلين. وأكدت إحدى الصحف أن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد ومساعدوه في إدارة الملكي، يشعرون بحالة من الارتباك الشديد بسبب كيليان مبابي، حيث تأمل الإدارة الملكية أن يحسم مبابي قراره بناء على معايير تتعلق بطموحه الرياضي. وأشارت: "رغم أن مبابي يبقى أولوية في أجندة بيريز للصفقات الصيفية فإن هناك أصوات داخل إدارة الريال تشير إلى أن صفقة النجم الفرنسي لم تعد ضرورية، ريال مدريد ليس مستعداً لتقديم إغراءات مالية لإقناع كيليان مبابي وتلبية كافة مطالب اللاعب مثلما فعلت في 2022". وفي الوقت الذي وصل فيه عرض باريس إلى 100 مليون يورو سنوياً لإغراء مبابي، لن يدفع ريال مدريد للاعب الفرنسي أكثر من 30 مليون يورو في الموسم الواحد. وذكرت العديد من التقارير بأن ريال مدريد قدم عرضًا لمبابي بشأن الانتقال إلى سانتياغو برنابيو مجانًا، ومنحه مهلة للرد حتى 15 من شهر يناير الجاري، لكن مبابي فضل أن يمنح نفسه وقتًا أكبر لحسم مستقبله، ولم يلتزم بشرط ريال مدريد. وأكدت صحيفة "ليكيب"، أن ريال مدريد يواصل سعيه للحصول على خدمات مبابي، مشيرة إلى أن عدة مصادر داخل ريال مدريد نفت أن تكون إدارة النادي قد حددت هذه المهلة من الأساس، وأشارت إلى أن مبابي يعرف بالفعل الشروط الاقتصادية للعقد الذي سيحصل عليه في ريال مدريد، كما أن الميرنغي ليس لديه نية لإجراء مفاوضات حولها. ويعتقد مسؤولو ريال مدريد أنه يجب فقط على مبابي أن يتخذ قراره النهائي، وإذا جاء رده بالإيجاب، سيطلب الميرنغي من المهاجم الفرنسي التوقيع على ضمانات مكتوبة لالتزامه بهذا الاتفاق، وأوضحت الصحيفة أن قادة ريال مدريد أبلغوا مبابي وممثليه بأنهم يرغبون في أن يتم حسم قراره سريعًا. ويرى مسؤولو ريال مدريد أن مبابي أقرب إلى الرحيل عن باريس سان جيرمان، ويتوقعون أن يأتي رده بين فبراير ومارس المقبلين. مبابي يستسلم في شأن آخر، ذكرت صحيفة "ليكيب"، أن مبابي بدا مقتنع بتوظيفه في مركز رأس الحربة الصريح، بناء على رغبة لويس إنريكي المدير الفني للفريق، التي فرضها المدرب الإسباني على النجم الفرنسي، لأكثر من سبب. وأشارت إلى أن إنريكي بدأ الاعتماد على مبابي في هذا المركز منذ مباراة نيوكاسل يونايتد 28 نوفمبر الماضي في دوري أبطال أوروبا. وأضافت أن كيليان بدا مرتبكًا في البداية، ولكنه بات أكثر تحررًا منذ بداية العام الجاري 2024، حيث زادت فاعليته على مرمى المنافسين، وأوضحت أن قبول النجم الباريسي يظهر في لغة جسده، ومواقفه مع الفريق، وعدم تشكيكه في خيارات لويس إنريكي. ولفتت الصحيفة إلى أن وراء استسلام مبابي لرغبة إنريكي سببين، أولهما اتفاقه مع رأي مدربه بأن الأداء لم يكن جيدًا في ظل الاعتماد على الثنائي كولو مواني أو جونسالو راموس في مركز المهاجم الصريح، أما السبب الثاني، فهو تفضيل مبابي للتركيز داخل أرض الملعب، في ظل الجدل المشتعل حول مستقبله مع باريس. وذكرت "ليكيب" أيضًا أن كيليان مبابي بات يتمتع بحرية أكبر في أرض الملعب على مستوى التحركات والتمركز والانسجام مع عثمان ديمبلي وبرادلي باركولا، لدرجة أنه لمس الكرة في مباراة لانس 78 مرة، محققًا رقما قياسيا هذا الموسم.