تعيش مناطق واسعة في شرقي أستراليا كارثة حقيقية الآن بسبب انتشار الفئران بشكل هيستيري، حسبما ذكرت مجلة "لايف ساينس" العلمية المتخصصة. وتحدثت المجلة في تقرير مطول نشرته عن تفاقم مشكلة الفئران في مناطق شرق أستراليا، مؤكدة أن أعدادها خرجت عن السيطرة وباتت تمثل تهديدا خطيرا بسبب سرعة انتشارها وفضلاتها الكثيرة. وأشار التقرير إلى أن انتشار الفئران الكارثي يتسبب بحدوث أزمة كبيرة في تلك المناطق، تجعل حياة المزارعين والمواطنين بائسة بسبب الكثير من الأضرار الاقتصادية الناجمة عن انتشارها. ووصف أحد المزارعين المشهد الذي تعيشه تلك المناطق بالجنوني وأنه "الأشد خطورة"، وأنه يشبه "الطاعون المطلق" أشد خطورة من أي وباء شاهده السكان منذ عقود. وفقد المزارعون محاصيل الحبوب بالكامل بسبب الفئران الهائجة، واضطرت الفنادق إلى إغلاق أبوابها أمام النزلاء بسبب عجزها عن إبعاد الفئران من الغرف، وبالإضافة إلى ذلك، نُقل عدد من المواطنين إلى المستشفيات بسبب لدغات تعرضوا لها من القوارض الهائجة التي عجزوا عن إيقافها. وقال ستيف هنري، الباحث في وكالة العلوم الوطنية الأسترالية (CSIRO) إن ازدياد عدد الفئران ربما يكون ناتجا عن محصول الحبوب الكبير، الأمر الذي جذب المزيد من الفئران الجائعة إلى المزارع في تلك المناطق. وأضاف هنري: "لقد بدأت الفئران بالتكاثر في وقت مبكر ولأن هناك الكثير من الطعام، تستمر في التكاثر من أوائل الربيع وحتى الخريف". وقال آلان براون، وهو مزارع من مدينة واجا واجا في نيو ساوث ويلز الأسترالية، إن الطاعون كان على الأرجح في بدايته عند انتشار الفئران، بالنظر إلى وتيرة التكاثر السريعة لهذه الحيوانات، يمكن لزوج واحد إنتاج نسل جديد كل 20 يومًا، أي أنها تنجب أكثر من 500 نسل في موسم واحد. قال براون: "يمكن أن تتكاثر الأنثى الناضجة كل ثلاثة أسابيع وهذا ما يحدث، إنها تتراكم لتشكل طاعونًا هائلاً" في مشهد يذكر بأخطر وباء مرت فيه البشرية في تاريخ الأرض. وبالإضافة إلى كونها مصدر إزعاج وتهديد تجاري، يمكن أن يكون "طاعون الفئران" أيضًا ناقلا للأمراض بحسب التقارير المحلية. وأشارت التقارير إلى أن هذه الفئران تحمل معها بكتيريا السالمونيلا التي يمكن أن تنتشر عن طريق مجموعة من أنواع الحيوانات، وتنتقل هذه البكتيريا عادة إلى الناس عن طريق الطعام الملوث بالبول أو الفضلات، ويمكن أن تسبب التهاب المعدة والأمعاء الحاد.
Category
🛠️
Lifestyle