• il y a 4 ans
عبد الواسع السقاف : أَنْتِ عِطْرِي


آيــةٌ أنْــتِ في الجَــــــمــالِ، كَسِحرِ

غَضّةُ العُــــــودِ، شَعــرُكِ اللّيلُ يَجري

طَرفُـــــــكِ البَحرُ هَـــائجٌ وخَطِــيرٌ

ببـــيَـــاضٍ كـــأنّــــهُ نُـــورُ بَـــدرِ

شَفَـتــــاكِ كأنّمـــــا جَـــمــرَتـــانِ

ذابَ قَــلبــــي فِيـــهِــما، دُونَ حِــــذْرِ

وَقَـــوامٌ يكَـــــــــــادُ ينــطِــقُ فِـيـــهِ

كُــلُ نَبــضٍ وكُـــــــلُ لَحــــنٍ بِفَخرِ

يَالهَــــــذا الجَـــمَــالِ! مَا أَنــــتِ إلاَ

آيـــــــةٌ سُطِّـــرتْ بأَوجَـــــانِ زَهـــرِ

رِقَــةُ الــوردِ فــي يَدَيْـــكِ، وَعِـــــطرُ

اليَاسَمــيـــنِ في النَّحـــــرِ يَســــري

والصَّبــــــــاحُ البَــديعُ في شَفَـــتيكِ

وفي ثَغْــــــرِكِ النَّفَـــــــائسُ تُثــري

أَنــتِ، مَــا أنــتِ! لا تَقُــــولي، مَــلاكٌ

فَأنَا قَـــدْ حَظِيــتُ مِنـــكِ بسُــكــري

ورَأيـــتِ الحَيــــــاةَ في قِمّـةِ الحُسنِ

وأَبصَرتُ فِيــــكِ مِنْ رَوائِــعِ دَهــــري

أَنــتِ مــا أَنـــتِ؟ سَكْـــرَةُ العِشْــــقِ

أَمْ خُشُوعُ الصَّــــلاةِ في كُــــلِّ وِتْــرِ

أَمْ حَنَـــــانُ الكَـلُــــومِ إنْ فَــــارَقَــتْ

طِفــلَها، فَلاقَتْــــهُ فَجـــأةً دُونَ خُبْــرِ

أَنــتِ، ما أَنــــتِ؟ رَوعَــــةُ الخَــــالِقِ

في نَفـــسِي، وَنِعمَةٌ تُقــــــــابِلُ شُكري

كُـــلُّ مَــــا فِيـــكِ عَبقَـــريُّ المَلاَمِحِ

حَتى الحُــــــزْنُ في عُيُــونِكِ يُغــرِي

أَنتِ نُورُ العُيــونِ فــي بَســـــمَةِ الصُّبــ

ـحِ، وفي هَمسَــــــــةِ الدُّجَى أَنتِ عِطرِي

قَـــــرِّبينِـــي إليــــكِ، لاَ تَخـــذُلِينِي

فَأنَــــا قَدْ حَفَــــرتُ قَبـــلَكِ قَبـــري

قَـــرِّبيـنِــــي، ولاَ تَخَــــافـي فَــإنِّي

أَفْــــهَـمُ النَّــاسِ بِالجَـــواهِرِ يَــدْري

قّـــرِّبينِـــي، فَــــإنَّ وَصــلَكِ عِنـدِي

رَحــــمَـــةُ اللهِ، والجَــــزَاءُ لِصَبـــري

حُبُّـــــكِ اليَــــومَ قَدْ تَمَكَّـــــنَ مِنِّي

صِرْتِ مَعزُوفَــــتي وأَعــــذَبَ نَثْـري

وَلَقَدْ صِـــرْتِ شَمـــعَتِي وَكِتَـــــابي

وَعَلى صَفحَتِــي بَدأتُـــــكِ سَطْـري

فَدَعِيــــنِي أُعَـــــانِقُ الفَـــــرحَ فِيكِ

وَأضُمُّ الجَمَــالَ في لَحْـــنِ صَــــدْري

وَأُنَــادَيــكِ وَالجُنُــــونُ يُنَـــادِيــــــ

ـنِـي، وَيَصــنَعُ عَبـقَرِيَّــاتِ شِعْـــري

Catégorie

📚
Éducation

Recommandations