نور على الدرب: توجيه لمن يشعر بالخوف والقلق بسبب ارتكاب الذنوب - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
السؤال: أمامي رسالة شيخ عبدالعزيز تصور بعض الحالات النفسية التي تنتاب بعضاً من الشباب، هذا شاب يقول: إنني فتى في السابعة عشرة أؤدي ولله الحمد ما افترضه الله جل وعلا على عباده من أركان الإسلام وواجباته، وأجاهد نفسي على جعلها في أتم صورة إلا أن في نفسي شعوراً أحس من خلاله أنني أرتكب معصية موبقة وأيضاً توقعني في عذاب الله وسخطه وقد ارتكبته من حيث لا أشعر، وأحس أنني مثل عبد النبي ﷺ الذي أصابه سهم من الكفار وبعد خيبر فقال المسلمون: هنيئاً له الجنة، فقال النبي ﷺ: كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها من المغانم يوم خيبر لتشتعل عليه ناراً.
خلاصة الأمر: أنني في معصية ولا أعرفها، أرجو إجابتي نحو هذا الشعور هل هو دليل خير وتقوى أم دليل على غير ذلك، وأرجو التعليق على هذا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: هذا من الدلائل على شدة خوفك من الله عز وجل وتعظيمك لحرماته، فأنت على خير إن شاء الله، وعليك أن تبتعد عن هذا الخوف الذي لا وجه له؛ لأنه من الشيطان ليتعبك ويقلقك ويضيق عليك حياتك، فاعرف أنه من عدو الله لما رأى منك المحبة للخير ورأى منك الغيرة لله، ورأى منك المبادرة إلى الخيرات أراد أن يتعبك، فاعصه وابتعد عما أراده منك، واطمئن إلى ربك، واعلم أن التوبة كافية وإن كان الذنب أعظم من كل عظيم فتوبة الله فوق ذلك، وليس هناك ذنب أعظم من الشرك والمسلم متى تاب تاب الله عليه وغفر له.
فأنت عليك بالتوبة مما قد علمت أنك فعلته وبعد التوبة ينتهي كل شيء، ولا ينبغي لك أن توسوس أو تطيع عدو الله في هذا الخجل أو في هذا الخوف الذي قد يضرك، ولكن تعلم أنك بحمد الله قد فزت فوزاً عظيماً بالتوبة الصادقة النصوح كما قال المولى سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، وهناك آية أعظم في المعنى وهي: أن العبد متى تاب وأتبع التوبة بالإيمان والعمل الصالح أبدل الله تلك السيئة حسنة، جعل مكان كل سيئة حسنة كما قال سبحانه في سورة الفرقان: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:68-70]، فأخبر سبحانه أنه يبدل سيئات هؤلاء حسنات بسبب توبتهم الصادقة وإيمانهم وعملهم الصالح.
فأنت بذكرك ذنبك الذي أشرت إليه وتوبتك منه ومتابعتك ما جرى منك بالأعمال الصالحة وبالإيمان والتصديق والرغبة فيما عند الله، الله سبحانه يبدلك بدل تلك السيئة حسنة، وهكذا جميع السيئات التي يتوب منها العبد ويتبعها بالإيمان والعمل الصالح الله يبدلها له حسنات سبحانه وتعالى فضلاً منه وإحساناً. نعم.
https://binbaz.org.sa/fatwas/7490/%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%87-%D9%84%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%82-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%86%D9%88%D8%A8
السؤال: أمامي رسالة شيخ عبدالعزيز تصور بعض الحالات النفسية التي تنتاب بعضاً من الشباب، هذا شاب يقول: إنني فتى في السابعة عشرة أؤدي ولله الحمد ما افترضه الله جل وعلا على عباده من أركان الإسلام وواجباته، وأجاهد نفسي على جعلها في أتم صورة إلا أن في نفسي شعوراً أحس من خلاله أنني أرتكب معصية موبقة وأيضاً توقعني في عذاب الله وسخطه وقد ارتكبته من حيث لا أشعر، وأحس أنني مثل عبد النبي ﷺ الذي أصابه سهم من الكفار وبعد خيبر فقال المسلمون: هنيئاً له الجنة، فقال النبي ﷺ: كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها من المغانم يوم خيبر لتشتعل عليه ناراً.
خلاصة الأمر: أنني في معصية ولا أعرفها، أرجو إجابتي نحو هذا الشعور هل هو دليل خير وتقوى أم دليل على غير ذلك، وأرجو التعليق على هذا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: هذا من الدلائل على شدة خوفك من الله عز وجل وتعظيمك لحرماته، فأنت على خير إن شاء الله، وعليك أن تبتعد عن هذا الخوف الذي لا وجه له؛ لأنه من الشيطان ليتعبك ويقلقك ويضيق عليك حياتك، فاعرف أنه من عدو الله لما رأى منك المحبة للخير ورأى منك الغيرة لله، ورأى منك المبادرة إلى الخيرات أراد أن يتعبك، فاعصه وابتعد عما أراده منك، واطمئن إلى ربك، واعلم أن التوبة كافية وإن كان الذنب أعظم من كل عظيم فتوبة الله فوق ذلك، وليس هناك ذنب أعظم من الشرك والمسلم متى تاب تاب الله عليه وغفر له.
فأنت عليك بالتوبة مما قد علمت أنك فعلته وبعد التوبة ينتهي كل شيء، ولا ينبغي لك أن توسوس أو تطيع عدو الله في هذا الخجل أو في هذا الخوف الذي قد يضرك، ولكن تعلم أنك بحمد الله قد فزت فوزاً عظيماً بالتوبة الصادقة النصوح كما قال المولى سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، وهناك آية أعظم في المعنى وهي: أن العبد متى تاب وأتبع التوبة بالإيمان والعمل الصالح أبدل الله تلك السيئة حسنة، جعل مكان كل سيئة حسنة كما قال سبحانه في سورة الفرقان: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:68-70]، فأخبر سبحانه أنه يبدل سيئات هؤلاء حسنات بسبب توبتهم الصادقة وإيمانهم وعملهم الصالح.
فأنت بذكرك ذنبك الذي أشرت إليه وتوبتك منه ومتابعتك ما جرى منك بالأعمال الصالحة وبالإيمان والتصديق والرغبة فيما عند الله، الله سبحانه يبدلك بدل تلك السيئة حسنة، وهكذا جميع السيئات التي يتوب منها العبد ويتبعها بالإيمان والعمل الصالح الله يبدلها له حسنات سبحانه وتعالى فضلاً منه وإحساناً. نعم.
https://binbaz.org.sa/fatwas/7490/%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%87-%D9%84%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%82-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%86%D9%88%D8%A8
Category
🦄
Creativity